السجود على التربة الحسينية



السجود على التربة الحسينية
لحفيد السيد
" أبو الحسن الموسوي الأصبهاني ولد في " النجف" عام / 1930  
السجدة على التربة الحسينية.....
ظهرت في العصر الثاني من الصراع بين الشيعة والتشيع ثم امتدت نحو آفاقٍ أوسع عمت الشيعة جميعاً. ..... 
السجود على التربة الحسينية
قلما يوجد بيت للشيعة لا توجد فيه التربة التي تسجد عليها الشيعة في صلواتها وهي من تراب " كربلاء " المدينة التي استشهد " الحسين " فيها ورفاته الطاهرة مدفونة فيها، 
وإنني اعلم ما يقوله فقهاؤنا حول السجود على التربة الحسينية حيث فرقوا بين ما يسجد له وما يسجد عليه وإن السجود على التربة ليس سجوداً لها بل سجوداً عليها لأن السجدة في المذهب الشيعي لا يجوز أن تكون إلا على التراب ومشتقاته ولا يجوز السجدة على الملبوس والمخيوط والمأكول إن السجود على التربة الحسينية كما نعرفها بل يعرفها الشيعة أنفسهم لا تتوقف عند هذا الحد الفقهي او أنه سجود على التراب وحسب بل المسألة أبعد من ذلك بكثير فكثير من الذين يسجدون على التربة يقبلونها ويتبركون بها وفي بعض الأحيان يأكلون قليلاً من تربة " كربلاء " للشفاء في حين أن أكل التراب حرام في الفقه الشيعي ثم إنهم صنعوا من التراب هيئات مختلفة يحملونها في جيوبهم وينقلونها معهم في أسفارهم ويعاملونها معاملة تقديس وتكريم، وحتى كتابة هذه السطور هناك ملايين من الشيعة في شرق الأرض وغربها تلتزم بالسجود على تربة " كربلاء " ومساجدها مليئة بها ويعملون بالتقية عندما يقيمون الصلاة في مساجد الفرق الإسلامية الأخرى حيث يخفونها ولا يظهرونها 
خوفاً من اعتراض غيرهم عليها، 
وقد التبس الأمر على كثير من غير الشيعة 
فظنوا أن هذه التربة أصنام تسجد الشيعة عليها 
وقد كادت الفتن تحدث في مساجد بلاد لم تعرف شيئاً 
عن التربة الحسينية ومظاهرها ولست أدري 
متى دخلت هذه البدعة في صفوف الشيعة 
فالرسول الكريم - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - 
ما سجد قط على تربة " كربلاء " 
وتقديس التراب لم يكن شيئاً مألوفاً عند المسلمين، 
ومن الجائز أن هذه الظاهرة أخذت في التوسع 
((((منذ عهد الصفويين )))))
وعندما أخذت القوافل تزور " كربلاء " 
في مراسيم خاصة وتعود محملة بآثار 
من قبر الإمام " الحسين " الحسين؟ 
وعلى أي أساس أو قاعدة شرعية امتاز الحسيني 
بهذا الامتياز ونزل فيه حكم إلهي وسماوي 
قبل وجود الحائر بنصف قرن؟
ومرةً أخرى نكرر القول بأن الطريق الوحيد للخلاص 
من هذا التخلف الفكري العميق الذي أحاط بنا قروناً 
ويحيط بنا من كل جانب حتى يومنا هذا هو غربلة كتبنا 
من أمثال هذه الروايات التي تنسب إلى أئمةٍ هداةٍ مهديين 
هم منها براء، وهكذا غربلة الفقهاء أنفسهم 
فكثير منهم وراء هذه البدع وتنميتها 
فالأئمة لم يستحدثوا قوانيناً من عندهم 
وأحكاماً لم يكن لها أثر في كتاب الله 
وسنة رسوله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم –
التصحيح
إذا كانت الشيعة تلتزم بالقاعدة الفقهية التي تبناها فقهاؤنا 
في السجود على مطلق التراب ومشتقاته
 وكان فقهاؤنا أيضاً يلتزمون بهذه الفتوى
 لم يكن الخطب فادحاً وكانت الفرق الإسلامية الأخرى 
تنظر إلى هذا الرأي بعين الاحترام والقبول،
غير أن الشيعة جرياً على عمل فقهائنا 
تجاوزت هذه القاعدة الفقهية واتخذت منها ديدناً خاصاً 
وهو السجود على تراب موضع خاص وهو " كربلاء "
 وصنعت من ترابها أشكالاً مختلفة مطولة ومربعة ودائرية 
تحملها معها في السفر والحضر على السواء
لتسجد عليها كلما حان وقت الصلاة،
ولقد تعودت الشيعة أن تخفي التربة 
(((عندما تصلي في مساجد الفرق الإسلامية الأخرى)))
 عملاً بالتقية أو خوفاً من حدوث بلبلة حولها 
(((أو خجلاً من الأكثرية )))
التي تنظر إلى هذا الأمر بنظرات الاستغراب والسخرية، 
إنه حقاً مدعاة للحزن والألم والأسف 
أن تنزل الشيعة نفسها إلى هذه الدرجة من التدني
 لالتزامها بعمل ما أنزل الله به من سلطان 
فلم يكن شيئاً أكثر مقتاً عند الله من هذه الازدواجية 
في عبادتهن فإذا كانت الشيعة ترى نفسها على حق 
في السجود على تربة " كربلاء "
 فلماذا تخشى من الجهر بها أمام إخوانٍ في الدين 
يجمعهم كتاب واحد ونبي واحد وقبلة واحدة وصلاة واحدة؟ 
وإن كانت على غير حق 
فلماذا هذا الإصرار عليه ولماذا ينتابها الخجل والوجل منه؟
وكما قلنا فإن الدور الكبير لظهور هذه الظاهرة الشاذة 
يعود إلى الفقهاء وأعلام المذهب الذين عودوا الشيعة عليها 
وهم عليها سائرون حتى كتابة هذه السطور
 والحركة التصحيحية التي ننادي بها 
لا تعني أننا نحث الشيعة على عدم السجود على التراب 
فرسول الله يقول: ? جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ?
 ورسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم –
 كان يسجد على التراب في مسجده بالمدينة 
ولكننا نود القول:
 إن تفضيل ارض على ارض حتى إذا ثبت في الشرع 
لا يعني الالتزام بالسجود على تلك الأرض 
وإلا لكان المسلمون يحملون معهم 
***تراب مكة والمدينة والقدس ليسجدوا عليها.***
إن على الشيعة أن تكسر طوق التبعية الفكرية
 في أمور فرضت عليها وهي ترى بطلانها 
كما ترى الشمس حتى تنضم إلى الصف الإسلامي العريض 
دخولاً متكافئاً رافعة الرأس قوية الحجة
لا دخولاً فيه ذل التقية والازدواجية في الشخصية 
وغمض العين عن الكرامة في سبيل بدع هي أعرف بها من غيرها، وأعود مرةً أخرى وأقول:
 نحن لا نطلب من الشيعة في صحة السجود على الأرض ومشتقاتها مثل الخشب والحصى والخيزران فلتسجد على ما يصح السجود عليه من بين هذه الأشياء وبذلك تقتدي برسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - وبالإمام " علي " والأئمة الذين لم يسجدوا قط على شيء اسمه تربة " كربلاء "
 وتترك هذا الالتزام الذي يتضمن كل أبعاد الفرقة والبدعة على السواء، وإنني لا أشك أن الفرق الإسلامية الأخرى إذا ما علمت بهذه النظرية الفقهية التي منشؤها الاجتهاد فإنها قد تضمن مسجداً يتلاءم مع التزام الشيعة في مساجدها وقد توفر لهم الحصير أو ما شابهها من مشتقات الأرض والأشجار وذلك لرفع الحرج عن إخوانٍ لهم في الدين.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المسيح ليس مسيحيا .... جورج برنارد شو

الاسم الحقيقي لاجداد الرسول صلى الله عليه وسلم

من المديح ثناء ودعاء