لهجات العرب القديمه وعلاقتها بالقرءان
لهجات العرب القديمه وعلاقتها بالقرءان
كانت اللغة العربية من قبل عصر القرآن
كانت اللغة العربية من قبل عصر القرآن
أمشاجا من اللهجات المختلفة المتباعدة،
وكان كلما امتد الزمن،
وكان كلما امتد الزمن،
ازدادت هذه اللهجات نكارة وبعدا عن بعضها.
وحسبك أن تعلم أنّ:
وحسبك أن تعلم أنّ:
المعينية، والسبئية، والقتبانية، واللحيانية والثمودية والصفوية والحضرمية،
كلها كانت أسماء للهجات عربية مختلفة،
ولم يكن اختلاف الواحدة منها عن الأخرى
كلها كانت أسماء للهجات عربية مختلفة،
ولم يكن اختلاف الواحدة منها عن الأخرى
محصورا في طريقة النطق بالكلمة،
من ترقيق أو تفخيم أو إمالة أو نحو ذلك،
بل ازداد التخالف واشتد
من ترقيق أو تفخيم أو إمالة أو نحو ذلك،
بل ازداد التخالف واشتد
إلى أن انتهى إلى الاختلاف في تركيب الكلمة ذاتها
وفي الحروف المركبة منها، وفي الإبدال والإعلال والبناء والإعراب.
فقضاعة مثلا كانت تقلب الياء جيما إذا كانت ياء مشددة أو جاءت بعد العين،
وكانت العرب تسمي ذلك: عجعجة قضاعة.
ومن ذلك قول شاعرهم:
خالي عويف وأبو علجّ ... المطعمان اللحم بالعشجّ
وبالغداة قطع البرنج ... يؤكل باللحم وبالصيصجّ
وحمير كانت تنطق ب «أم» بدلا من «أل» المعرفة في صدر الكلمة،
وكانت العرب تسمي ذلك طمطمانية حمير،
ومن ذلك قول أحدهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسأله:
أمن امبر امصيام في امسفر؟
يريد أن يقول: هل من البرّ الصيام في السفر؟
وهذيل كانت تقلب الحاء في كثير من الكلمات عينا،
فقضاعة مثلا كانت تقلب الياء جيما إذا كانت ياء مشددة أو جاءت بعد العين،
وكانت العرب تسمي ذلك: عجعجة قضاعة.
ومن ذلك قول شاعرهم:
خالي عويف وأبو علجّ ... المطعمان اللحم بالعشجّ
وبالغداة قطع البرنج ... يؤكل باللحم وبالصيصجّ
وحمير كانت تنطق ب «أم» بدلا من «أل» المعرفة في صدر الكلمة،
وكانت العرب تسمي ذلك طمطمانية حمير،
ومن ذلك قول أحدهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسأله:
أمن امبر امصيام في امسفر؟
يريد أن يقول: هل من البرّ الصيام في السفر؟
وهذيل كانت تقلب الحاء في كثير من الكلمات عينا،
فكانوا يقولون
أعل الله العلال بدلا من أحلّ الله الحلال ..
وهكذا دواليك .. فقد كانت كل قبيلة تختلف في النطق عن الأخرى بوجوه من الاختلافات كثيرة،
حتى باعد ذلك بين ألسنة العرب وأوشك أن يحوّل اللغة الواحدة إلى لغات عدّة متجافية لا يتفاهم أهلها ولا يتقارب أصلها.
ولقد بلغ من تخالف هذه اللهجات وتباعدها،
أن كثيرا من وفود هذه القبائل التي أخذت تفد في صدر الإسلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
كانوا يلقون كلمات وخطبا لا يكاد يفهمها القرشيون من أصحابه عليه الصلاة والسلام
ولقد قال عليّ رضي الله عنه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم،
وقد سمعه يخاطب بني نهد:
يا رسول الله، نحن بنو أب واحد، ونراك تكلم وفود العرب بما لم نفهم أكثره! ..
فقال عليه الصلاة والسلام: أدّبني ربي فأحسن تأديبي
فلما نزل القرآن، وتسامعت به العرب، وائتلفت عليه قلوبهم،
أخذت هذه اللهجات بالتقارب، وبدأ مظاهر ما بينها من خلاف تضمحل وتذوب،
حتى تلاقت تلك اللهجات كلها في لهجة عربية واحدة،
هي اللهجة القرشية التي نزل بها القرآن
وأخذت ألسنة العرب على اختلافهم وتباعد قبائلهم تنطبع بطابع هذه اللغة القرآنية الجديدة.
فكان ذلك سرّ هذا الشريان السحري العجيب الذي امتدّ في أجلها،
فاستصلبت بعد ميعة، وقويت بعد تفكك، واتحدت بعد تناثر،
ثم مرّت على مصرع أعظم لغة عالمية شاملة هي «اللاتينية»
بينما تغلي هي حيوية وقوة وإشراقا.
فكيف تمكن مع ذلك دراسة شيء من أدب هذه اللغة دون دراسة روحها التي تعيش بها وشريانها الذي يمتدّ فيها وينسأ من أجلها؟
من روائع القرءان
محمد سعيد رمضان البوطى . رحمه الله
أعل الله العلال بدلا من أحلّ الله الحلال ..
وهكذا دواليك .. فقد كانت كل قبيلة تختلف في النطق عن الأخرى بوجوه من الاختلافات كثيرة،
حتى باعد ذلك بين ألسنة العرب وأوشك أن يحوّل اللغة الواحدة إلى لغات عدّة متجافية لا يتفاهم أهلها ولا يتقارب أصلها.
ولقد بلغ من تخالف هذه اللهجات وتباعدها،
أن كثيرا من وفود هذه القبائل التي أخذت تفد في صدر الإسلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
كانوا يلقون كلمات وخطبا لا يكاد يفهمها القرشيون من أصحابه عليه الصلاة والسلام
ولقد قال عليّ رضي الله عنه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم،
وقد سمعه يخاطب بني نهد:
يا رسول الله، نحن بنو أب واحد، ونراك تكلم وفود العرب بما لم نفهم أكثره! ..
فقال عليه الصلاة والسلام: أدّبني ربي فأحسن تأديبي
فلما نزل القرآن، وتسامعت به العرب، وائتلفت عليه قلوبهم،
أخذت هذه اللهجات بالتقارب، وبدأ مظاهر ما بينها من خلاف تضمحل وتذوب،
حتى تلاقت تلك اللهجات كلها في لهجة عربية واحدة،
هي اللهجة القرشية التي نزل بها القرآن
وأخذت ألسنة العرب على اختلافهم وتباعد قبائلهم تنطبع بطابع هذه اللغة القرآنية الجديدة.
فكان ذلك سرّ هذا الشريان السحري العجيب الذي امتدّ في أجلها،
فاستصلبت بعد ميعة، وقويت بعد تفكك، واتحدت بعد تناثر،
ثم مرّت على مصرع أعظم لغة عالمية شاملة هي «اللاتينية»
بينما تغلي هي حيوية وقوة وإشراقا.
فكيف تمكن مع ذلك دراسة شيء من أدب هذه اللغة دون دراسة روحها التي تعيش بها وشريانها الذي يمتدّ فيها وينسأ من أجلها؟
من روائع القرءان
محمد سعيد رمضان البوطى . رحمه الله
تعليقات
إرسال تعليق